بالصدفة وجد ماكرون نفسه رئيسا لجمهورية فرنسا العظمى، والصدفة تعني غياب المنطق، ولذلك لا نستغرب الفشل الذريع لايمانويل ماكرون في رئاسته، فبسبب فشل إدارته لأزمة فيروس كورونا انكمش الاقتصاد الفرنسي فيما يذهب وزير الاقتصاد الفرنسي الحالي ابعد من ذلك في حديثة لإذاعة "اوربا1"حين توقع خطر النمو السلبي في الربع الرابع من العام 2020، ولذلك اعتقد ان رئيس الصدفة لا يعرف ولا يدرك تلك المخاطر، فقبل مقتل الاستاذ الفرنسي في الحادث الارهابي الذي ندينه بأشد العبارات، بدأ ماكرون قبل ذلك معركته مع المسلمين حين تحدث عن "ازمة الاسلام" .
بعد مقتل الاستاذ الفرنسي صعد ماكرون لهجته واعلن ان نشرالرسوم المسيئة يعد ضمن حرية التعبير التي تضمنها قيم الجمهورية الفرنسية واعادت بعض الجهات الحكومية نشرها عى واجهاتها، ما سبب ردة فعل شعبية وواسعة، في البلدان الاسلامية صاحبتها حملات في مواقع التواصل الاجتماعي، لمقاطعات المنتجات الفرنسية.
يبدوا ان ماكرون لا يدرك معنى ان يغضب 25% من سكان العالم من المسلمين حين يقبل ان يساء لرمزهم ونبيهم، في وقت يتوقع الخبراء ان تعافي الاقتصاد الفرنسي يعتمد على انفاق المستهلكين على البضائع الفرنسية وثقتهم بها، ولو افترضنا ان نصف المسلمين قاطعوا المنتجات الفرنسية هذا يعني انخفاض قيمة الصادرات الفرنسية بنسبة 15% ما يساوي 83 مليار دولار امريكي تقريبا، إذا اخذت تلك النسبة من اجمالي الصادرات الفرنسية في العام 2019 حسب منظمة التجارة العالمية، وتتنوع تلك الصادرات بين الألات والمركبات والطائرات ومستحضرات التجميل والعطوروالأجبان والأدوية والبلاستيك والمشروبات وغيرها وهذا يعني انهيار الميزان التجاري الفرنسي الذي يتراجع أصلا.
بعد مقتل الاستاذ الفرنسي صعد ماكرون لهجته واعلن ان نشرالرسوم المسيئة يعد ضمن حرية التعبير التي تضمنها قيم الجمهورية الفرنسية واعادت بعض الجهات الحكومية نشرها عى واجهاتها، ما سبب ردة فعل شعبية وواسعة، في البلدان الاسلامية صاحبتها حملات في مواقع التواصل الاجتماعي، لمقاطعات المنتجات الفرنسية.
ماذا ستخسر فرنسا من المقاطعة؟
لا يبدوا ان المقاطعة مجدية ومؤثرة، اذا قورنت بمقاطعة الدنمارك سابقا، وان بدت اكثر شراسة هذه المره، كما توضح ذلك حملات التواصل الاجتماعي، لكنها تظل شعبوية وغير رسمية، لكن لنفترض ان دعوات المقاطعة نجحت، كيف سيكون وضع الاقتصاد الفرنسي؟
وتعتبر فرنسا اكبر وجهة سياحية في العالم، واذا نجحت حملات المقاطعة لفرنسا فيعني ذلك فقدان فرنسا ل12 مليون سائح وهذا رقم ضخم سيسبب خسائر فادحة فادحة لقطاع السياحة الفرنسية، وبدائل السائح كثيرة ولن يرف له جفن حين يغير وجهته من باريس الى برلين او لند، ويصاحب ذلك خسائر فادحة في قطاع الاستثمار، وفي كل المجالات الحيوية في فرنسا، وتلك المقاطعة فيما لو نجحت ستكون كارثة اقتصادية على فرنسا لم تشهدها من قبل حتى في الحرب العالمية الثانية في تقديري.
وما يجب ان يدركه ماكرون ان قيم الجمهورية الفرنسية لا تتضمن الاساءة للرموز الروحية والدينية للشعوب الاخرى، وان مصالح فرنسا الاقتصادية ومصالح الشعب الفرنسي والانسانية هي العمل على الحوار ونشر ثقافة السلام والقبول بالأخر، وحشر الإرهاب في زاوية ضيقة للخلاص منه للأبد.
وما يجب ان يدركه ماكرون ان قيم الجمهورية الفرنسية لا تتضمن الاساءة للرموز الروحية والدينية للشعوب الاخرى، وان مصالح فرنسا الاقتصادية ومصالح الشعب الفرنسي والانسانية هي العمل على الحوار ونشر ثقافة السلام والقبول بالأخر، وحشر الإرهاب في زاوية ضيقة للخلاص منه للأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق