في بيئة العمل يوجد بعض القادة الإداريين الذين وجدوا أنفسهم بالصدفة في تسلسل هرمي رفيع، او رجال الاعمال الطارئين الذين لم يستطيعوا استيعاب نجاح مشاريعهم الخاصة، لم يتعرض لانتكاسة بعد، لازال في بداية الطريقة مزهوا مغرورا، لذا لا يدرك أهمية الكادر البشري في المؤسسة، يثق بذكائه كثيرا،فيتسرع ويطلق أحكاما جازمة بحق موظف ما، لمجرد اشتباه او قرائن قد تثبت وجود اهمال ما او تقصير، إن اطلاقه حكما نهائيا ليس من اختصاصه وان وجد قرائن قاطعة، الأحكام للقضاة فقط، وفي القضاء أحكام ابتدائية و استئناف ومحاكم عليا وأحكام نهائية بعد سنوات من الترافع والتقاضي. وحين تجد نفسك في صدد إطلاق حكم بات بحق شخص ما، عُد الى العشرة، ما تفعله قد يُسبب تحطيم إنسان كامل وإسقاطه مهنيا ونفسيا، وخلفه سقوط اسرته.
وإن بلغ نجاحك السماء ووقعت في فخ اطلاق حكم بات بحق شخص ما، دون قرار من لجنة تحقيق من المختصين شكلت لهذا الغرض، فأنت لست ذكيا للحد الذي تعتقده، انت شخص عادي جدا متوسط الذكاء، أحمق، فاشل اجتماعيا، لست قائد او من صناع المؤسسات، انت مدير بالصدفة و قد تجد نفسك يوما بلا شيئ، حين ينفض الناس من حولك، بمن فيهم أبنائك، ربما تصاب الأن بالدوار وتسأل لماذا كل هذا؟
أنت تسيئ الظن وسوء الظن لا يغني من الحق شيئ، وتبني أحكامك لمجرد اتهامات والقاعدة تقول " المتهم بريئ حتى تثبت إدانته" ولست أنت من يثبت. وسيعمل من حولك للخلاص منك، فهل تعتقد أن ما تقوله هين وبسيط، أنت قد تدمر انسان وتقتله بحكم بات، وهل تدرك ان من يتولى القضاء أذكى الناس واعلمهم، مع ذلك فهم يضعون علمهم جانبا ويحكمون بالأدلة والبراهين الموضوعة أمامهم. انك تشبه من يجدع انفه بسيفه، فلا تعتقد ان اطلاقك حكما باتا، ضد شخصا ما، سيطاله فقط، فجميع العاملين سيضعون انفسهم مكان ذلك الموظف والكادر البشري يعتبر اهم أصول مؤسستك.
هناك تعليق واحد:
كلام ولا اروع
إرسال تعليق