الصفحات

إعلان مدفوع

Translate

الرئيسية كيو نت : شبكة احتيال هرمية تستغل البسطاء في اليمن

كيو نت : شبكة احتيال هرمية تستغل البسطاء في اليمن


   كيو نت هي فكرة نصب انتشرت في بعض مناطق اليمن وتعمل وفق طريقة الاحتيال الشهيرة (سلسلة بونزي) أو هرمية الوهمية، اخترعها البريطاني شارل بونزي، الذي كان يصل دخله في اليوم الى 250 ألف دولار عام 1920. بونزي ألقي القبض عليه سنة 1934 وتوفي عام 1949 بعد فقر مدقع في ريو جانيرو حسب (ويكيبيديا). 

أساس فكرة احتيال بونزي هي جلب الأموال من مستثمرين جدد، واستخدام هذه الأموال لتوزيعها كأرباح للمستثمرين السابقين، تصاعديا حسب السلسلة، بدلاً من استثمار الأموال في مشاريع حقيقية. 

عادة ما تنتشر فكرة بونزي في البلدان التي تعاني الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة حيث تجد بيئة خصبة للحالمين، وايضا لدى الراغبين بالربح السريع، وقد تم استغلال الظروف الحالية في اليمن وانتشرت الفكرة باسم كيونت ووقع العشرات ضحية هذه العصابة.

 في البداية تقوم العصابة بتجنيد اشخاص يتم اختيارهم بعناية ويحظون بثقة الناس واحترامهم، إضافة الى ضعف في فهمهم للاستثمار والسوق، واعطائهم دورات عبر الانترنت عن الاستثمار وتعزيز مهارات الاتصال لديهم وآليات جلب المستثمرين.

يبدأ هؤلاء المجندون بالعمل من خلال الآلية التالية:

  1.  عمل قائمة بأهم الأشخاص المقربون منهم
  2.  البدء باقناع الأشخاص واحد واحد بكل الوسائل والطرق وأخذ المواثيق بسرية الأمر.
  3.  تجهيز مبلغ يعادل 2800 دولار.
  4. الدخول في المقابلة مع احد أعضاء الشركة (لا يتم الدخول الا بعد تجهيز المبلغ).
  5.  تسليم المبلغ بعد المقابلة إذا اقتنع بصورة نهائية.
  6. توقيع استمارة واستلام احدى منتجات الشركة بمقابل المبلغ
  7.  يبدأ الضحية الجديد بعمل قائمة جديدة له ويبدأ العمل وجذب المقربون منه

وتجدر الإشارة الى ان المواد التي يتم تسليمها مقابل المبلغ هي مواد مجهولة وغير متوفرة في السوق المحلي، حيث يوهمون  المستثمر ان قيمتها يصل الى 2800 دولار وهي في الحقيقة لا تتجاوز 50 دولار في احسن الأحوال، ومثال تلك المواد (ساعة، فلتر مياه وغيره).

يقول أحد الضحايا م.م "جاء لي صديقي المقرب وقال لي معي لك خير اخترتك أنت من بين كل الناس لأني اعزك وما اشتي هذا الخير الا لك فرصة عمل وانت بالبييت، ثم طلب مني وعد بعدم كشف السر، فأعطيته ثم جلس معي عدة جلسات يقنعني بالفكرة وان الدخول يتم عن طريق المقابلة مع احد أعضاء الشركة، بشرط تجهيز المبلغ ، تحمست وبعت ذهب ثم دخلت المقابلة واستلمت الفلتر وجهزت قائمة من المستهدفين، بدأت بإقناع كريمتي وباعت ذهبها ولكن تم توقيف التسليم بعد انتشار أخبار ان هذه الشركة عبارة عن نصب واحتيال".

لقد حدث معي موقف شخصي في العام 2022عندما جاء احد الأقرباء من الدرجة الثانية يستشيرني عن الدخول في هذه الشركة، وهو متحمس، وسيدفع، انفعلت وقلت هل وصلوا إلينا؟ من يطلب منك هذا؟ هذه شركة نصب وبدأت أسرد له ملخص عنها، وآليتها، قلت له أين مقرها؟ ومن أعضاء مجلس إدارتها؟ وهل اعطوك سجلها التجاري وقوائمها المالية للسنوات السابقة وحساباتها البنكية؟ لقد بذلت جهد كبير في التوضيح له، دون جدوى كان أشبه بمن غسل دماغه، ثم اتفقت معه على تأجيل الدفع، حتى اقتنع.

لقد اكتشفنا الامر بعد ان وقع الكثير من الضحايا بحكم اشتراط السرية في آلية العمل، وعملنا بكل جهد حتى أوقفنا انتشارها في مناطقنا، هي ليست مجرد عملية نصب فحسب، هي عملية جبانة تستغل العلاقات الاجتماعية والاسرية ودرجة الثقة بين الأصدقاء والاخوة، فتخلق الفجوات والنزاعات.

 الكثير ممن من وقعوا في هذا الوحل واوقعوا غيرهم، أصيبوا بالاكتئاب والانطواء واهتزاز ثقتهم بأنفسهم، يعود ذلك الى الوضع المؤقت الذي عاشوه فعليا، يتم تقديم توجيهات إلزامية من كبار العصابة الى العضو الجديد الذي اصطاد اول ضحية في القائمة وبدأ يجني الأرباح، أن عليه (فورا) أن يغير هيئته (اللوك) فقد صار من الطبقة المخملية ورجال الاعمال، يلبس ربطات العنق، وساعة جميلة ويغير طريقة حديثه بإدخال مصطلحات جديدة غير مألوفة، حتى أنه يتلقى تعليمات بطريقة مشيته. 

يستغلون الاقناع بالإيحاء، فالضحية يلاحظ بعينه التغيير الطارئ الكبير، لصديقة الذي أصبح عضوا في كيونت .

 من الصعب اقناع من تطور في هذه الهرمية وأصبح لديه سلاسل من الضحايا وصار يجني الأرباح بأنه يعمل في النصب والاحتيال، يقاومون بشدة ويحشدون الأدلة بما فيها فتاوى مجتزئه.

هناك قصص تدمي القلب لضحايا اقترضوا المبلغ للحصول على فرصة العمل المزعومة، التي لم تكن سوى سراب ووهم، واشخاص أوقعوا اعز رفاقهم في هذا الفخ.

نحن أمام سلسلة من المستغلين والمستغلون بفعل الجشع و انتشار البطالة وضعف الرقابة الحكومية والتوعية. 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

احسنت

غير معرف يقول...

سرقونا وسافروا
الله لا وفقهم

إرسال تعليق

حقوق النشر كافة الحقوق محفوظة - All rights reserved. يتم التشغيل بواسطة Blogger.