الصفحات

إعلان مدفوع

Translate

الرئيسية كيف أعاقت الديمقراطية عملية التنمية في الكويت؟

كيف أعاقت الديمقراطية عملية التنمية في الكويت؟


   يرتبط اسم "الكويت" في ذاكرتي بكثير من الأشياء الجميلة التي صادفتها منذ كنت صغيرا في احدى قرى اليمن، كان على جدار المدرسة التي تعلمت فيها الأبجدية نقش أثير " هدية من دولة الكويت الشقيقة"، وأيضا الكثير من مباني جامعة صنعاء، والى جوارها مستشفى الكويت الجامعي، والكثير من المشاريع التنموية التي لا زالت تتوالى حتى هذه اللحظة، فرنين حروف هذا الاسم دائما ما يبعث على الحب والاطمئنان، وهو اسم أساسه باعث على اللطف والجمال، فحين نصف طفلٌ أنيق مهذب نقول: " كيوت "، وهي كلمة أكاد أجزم أنها مشتقة  من اسم هذا البلد الحبيب. 

لقد فتحت عيني على العالم ومدنه الجميلة والأثيرة من نافذة استطلاعات المجلة الكويتية الأشهر " العربي " وأيضا على الأدب وطه حسين ونجيب محفوظ، وكم رافقتني صغيرا إصدارات " العربي الصغير"، ربما أسهبت في هذا المدخل في حديث دائما ما يكرره العرب عن الكويت من الخليج الى المحيط، لقد وضعته هنا لأرد على قائل يقول " وما علاقتك في شان كويتي بحت"، أقول لأني أحب الكويت؟    

مُعارض منذ الميلاد 

  لا أخفي اهتمامي بأخبار الكويت وخصوصا السياسية منها، ربما في كل انتخابات أحاول التعرف على جميع المرشحين في دوائرها الخمس من المشهورين والمغمورين، وترتيب الفائزين والخاسرين من خلفياتهم السياسية والحزبية والقبلية، الحكومات ووزرائها الى ما لا نهاية.

  دائما ما اتابع جلسات مجلس الأمة والأداء الساخن لبعض المعارضين في قاعة عبد الله السالم، او في تويتر، فأحدهم يخاطب رئيس الحكومة المكلف الشيخ أحمد العبد الله في نهاية تغريدة له " ... أرجو أن لا يكون أداؤك كما كان في عالم البلاط والبطانة "، هذا والكثير من التصريحات الشديدة ضد الحكومة او بعض الوزراء،  تذكرني بسنوات نشاطي السياسي المعارض حين كنت طالبا جامعيا، لقد ولدت من بطن أمي معارضا، وذلك بحكم التنافس الأسري في منطقتنا، فحين سبقتنا الأسرة المنافسة، للحزب الحاكم، كان علينا أن نكون في المعارضة بصورة تلقائية، يجب أن نكون على النقيض دائما.

   كنت معارضا لا اجد في حكومات صالح وحزب المؤتمر خيرا يرجى، وثائرا في الساحات، انام في الخيام ومشاركا في التظاهرات المصاحبة للربيع العربي، مشاكسا شرسا لناشطي الحزب الحاكم في مواقع التواصل الاجتماعي. 

    مرت الأيام وانزلقت اليمن في اتون الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، أصبحنا تحت البند السابع ونوصم في التقارير الدولية "بأسوء ازمة إنسانية في العالم" وها نحن في السنة العاشرة والعجاف لم تكتفي منا ولم نكتفي منها.

المرجعية

   في مراجعة سريعة، لم يكن الرئيس صالح بذلك السوء، كانت نقاط الاتفاق معه اكثر من نقاط الاختلاف، لقد ذهب بنا العناد والأناء " واما ان تكون معي او ضدي" الى "نفق مظلم"، كنا بلدا فيه انتخابات وأحزاب وبرلمان ودستور، لم يكن ذلك كافيا، لقد افتقدنا ما هو اهم من كل ذلك، وهو المرجعية العليا، وهو شخصية رمزية لها الكلمة العليا والقول الفصل، حين تتعقد الأمور وتتقدم المصالح الآنية على المصلحة العليا للبلد أوحين يحل الخطر الداهم.

الديمقراطية والتنمية

  علمتنا الكويت الثقافة و المعرفة والكمبيوتر، درة  العرب الأثيرة، مهوى الأفئدة والقلوب، متقدمة وسابقة في كل شيء. ولكن  لقد سبقها الكثير من جيرانها في فترة وجيزة؟ لماذا؟

لست هنا لأرشدكم أو أعلمكم، فنحن تلامذتكم. هي شهادة محب، متابع شغوف للشأن الكويتي، ما كان يحدث بين الحكومات ونواب الأمة، مناكفات لا استجوابات، شخصنة وتعطيل، صراع لا توافق، هدم لا بناء. 

إن الخير الذي بذرته الكويت في كل الدنيا، لن يعود لها إلا بأضعافه، لقد كانت تلك القرارات الحكيمة  والسديدة من أمير الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله) في حل مجلس الأمة وتعطيل الحياة البرلمانية لأربع سنوات وتعطيل بعض مواد الدستور، جزء من ذلك المعروف، إن مثل هذا القائد الأب، هو ما افتقدناه في اليمن حين هوينا في سحيق الجحيم والحرب. 
  لقد وضعت تلك القرارات يدها على الجرح، وهي تنشد مصلحة البلد العليا واطلاق يد البناء والتنمية دون القيود البيروقراطية المعقدة، وما صاحبها من دعوة لتقويم الأداء، وهناك الكثير من التجارب البرلمانية الرائدة التي يمكن الاستفادة منها. 

 إن الشعب الكويتي الشقيق، هو حكاية ونموذج في التعاون والتلاحم بين القيادة والشعب حين واجهوا الغزو الاجرامي ببسالة وتجاوزوه بكل عنفوان واقتدار.

  حفظ الله الكويت، مع كل أمانينا بالتقدم والرخاء.

حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد مستقبلا حكومة سمو الشيخ أحمد العبد الله وحكومته لأداء اليمين الدستورية أمام سموه (كونا)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر كافة الحقوق محفوظة - All rights reserved. يتم التشغيل بواسطة Blogger.