سد النهضة الاثيوبي بين المنفعة الاقتصادية وحق البقاء

    ليست الاتفاقيات من تثبت حق مصر في مياه النيل، بل حق الحياة وحق الوجود، فبسبب هذا النهر قدم أول انسان الى دلتا النيل وأقام أقدم وأرقى الحضارات، وأثاره شاهدة في كل بقعة من أم الدنيا حتى اليوم.

    لا حياد ولا حوار ولا نقاش في  حقوق الانسان المصري في النيل، هناك ثابت واحد وعنون واحد وكلمة أخيرة وفاصلة، مياه النيل خط أحمر.
   من يفكر أن يضع يده على مياه النيل، كان عليه أن يضعها قبل ملايين السنيين، فيمنعه، اما وقد تخلق النهر وجرى وأحيأ الأرض، فهذا تعدا على حق انساني ووجودي، بأي مبرر أتقبل المساس بهذا الحق، هل هناك وجه للمقارنة بين المنفعة الاقتصادية من بناء السدود لشعب وحق البقاء لشعب آخر؟


  الانانية والمادية التي يفكر بها السياسي الاثيوبي بحاجة للمراجعة، فأنت أمام قضية عربية مصيرية جديدة، بل قضية انسانية مصيرية، وإذا كان يعتقد أنه يصنع شيئ للمستقبل، فهو قصير النظر وصاحب استراتيجية خاطئة، فالمستقبل عزيزي المفاوض الأثيوبي في حفظ الحقوق للجار والتعايش والوفاق، وان اخفق المفاوض المصري -الذي لا أدري بأي منطق دخل في المفاوضات- وتنازل عن حقه، فلا تعتقد أنك انتصرت بالواقع الذي فرضته فبقدر عدوانك على مصر وحقها أنت تعتدي على شعبك مرتين، لا ادري ان كنت تستوعب ما اقول أو أن السعار القومي قد اعماك وأضلك السبيل، إن الطريق للرفاه ليس على أشلاء المصريين، ولا عن طريق سحق الارث الانساني في دلتا النيل!
انطلاقا من اخوتنا الانسانية أبعث هذه النصيحة للشعب الاثيوبي الكريم: التعدي على الطبيعة والاعتداء على حقوق الجار فخ كبير ينصب لكم، وثقب أسود، أردوا لتغرقوا في اتونه.

مدونة هُموم