سأتحدث هنا بوجهة نظر مأدية بحتة، ففي ظل الاستقطاب الحاد في العالم العربي، عليك أن تختار بين حرية العمل في اي مؤسسة عربية او بلد عربي وبين ان تضع رائيك السياسي ضد طرف ما، هذا الفخ لم ينتبه له كثيرون، ووقعوا ضحية مواقفهم السياسية خلال فترة ما. في نهاية اغسطس الماضي أعلن الإعلامي اللبناني جاد غصن مغادرته "تلفزيون الجديد اللبناني" والتحاقه بتلفزيون "بلومبرغ الشرق" السعودي الذي بدأ البث من دبي، هذا الإعلان استفز المغردون السعوديون وشنوا هجمة شرسة في هاشتاق #امنعوا_جاد_من_الظهور_باعلامنا على موقع تويتر، نبشوا ماضيه ومواقفه تجاه المملكلة العربية السعودية في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل قناة " بلومبرغ الشرق " تعتذر عن التعاقد معه.
وهذا ما حدث أيضا مع ممثل البرنامج السعودي لإعادة اعمار اليمن، نجيب حميد العديني، فبعد مكوثه في وظيفته بوقت ليس بالقصير، إلا أن مواقفه الرافضة لأحداث الاطاحة بالإخوان في مصر في يونيو 2013 عل صفحته في فيس بوك، استغلها أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، في الاطاحة به من منصبه، وقدم استقالته.
كيف تتخلص من ماضيك السياسي؟
في البلاد العربية، وقبل أن تفكر في الحصول على وظيفة لدى جهة ما في بلد ما، ارجع الى ارشيف حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي وتخلص من منشوراتك ومواقفك السياسية ضد نظام البلد المتوجه إليه إن وجدت، او ضد المحور الذي ينتمي إليه البلد، واذهب الى هناك بصفحة بيضاء، فماضيك قد يستغلها حاسدوك والوشاية بك.
إن كنت من أصحاب المبادئ فابقى حيث أنت، فالوعي بحرية الرأي والتعبير لا زال حلما في بلاد العرب، والتمييز على أساس الرأي السياسي لا زال واقعا يفرض نفسه.
ويعد تعزيز المساواة ومكافحة التمييز أحد أولويات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان.
إن كنت من أصحاب المبادئ فابقى حيث أنت، فالوعي بحرية الرأي والتعبير لا زال حلما في بلاد العرب، والتمييز على أساس الرأي السياسي لا زال واقعا يفرض نفسه.
ويعد تعزيز المساواة ومكافحة التمييز أحد أولويات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق